الصداع عند الأطفال الأسباب والعلاج
الصداع (ألم الرأس) هو أي إحساس مزعج يحدث في المنطقة الممتدة من الحاجبين إلى الجزء الخلفي من الرأس. هذه واحدة من المعاناة القليلة المألوفة لدى الجميع تقريبًا. عند زيارة طبيب الأعصاب يشكو كل مريض خامس من الصداع. لفترة طويلة كان يعتقد أن الصداع النصفي عند الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار، أمر نادر الحدوث. في الواقع، هذا ليس صحيحا. كل ما في الأمر هو أن الأطفال لا يستطيعون وصف ما يشعرون به عندما يصابون بالصداع، ولا يحب الأطفال الأكبر سنًا الشكوى من ذلك وحتى إخفاء هذه الحقيقة عن والديهم.
الأسباب الأكثر شيوعًا للصداع النصفي عند الأطفال هي الإجهاد العقلي والجسدي والعاطفي، وخلل التوتر العضلي الوعائي، والصداع النصفي، وإصابات الرأس، والأمراض الالتهابية في منطقة الرأس والرقبة. يجدر الانتباه إلى مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك بالقرب من الحاسوب أو التلفزيون. والضغط لفترة طويلة على أجهزة الرؤية والسمع يمكن أن يسبب الصداع. وفي هذا المقال سنتعرف على اسباب الصداع عند الأطفال ومتى يكون الصداع خطيرا.
الصداع عند الأطفال
يمكن أن يصاب الطفل بالصداع في أي عمر. وفقًا لجمعية الصداع الأوروبية: تحت سن 3 سنوات – 3-8٪ من الأطفال عانوا من الصداع مرة واحدة على الأقل، بعمر 5 سنوات – 19٪، بنسبة 7٪ – 37-52٪، في سن 15 عامًا – حوالي 80%. يتفاعل الأطفال الصغار مع الصداع عن طريق تغيير مستوى نشاطهم، والبكاء، والهز، وغالبًا ما يفضلون الألعاب الأقل نشاطًا، أو الاختباء أو الاستلقاء وأعينهم مغلقة. يمكن أيضًا تقييم درجة الصداع لدى الطفل من خلال سلوكه. إذا كان الطفل يستطيع أن يفعل كل شيء، فإننا نسمي هذا الصداع صداعًا خفيف الشدة، وإذا أبطأ الطفل ورفض بعض الأنشطة، نسميه صداعًا متوسط الشدة، وإذا استلقى واستلقى، نسميه صداعًا. ذات شدة شديدة.
فالسبب الدقيق للصداع ليس واضحًا دائمًا. من المقبول عمومًا أن معظم حالات الصداع ترتبط بالتوتر في عضلات الجمجمة والعمود الفقري العنقي أو تمدد/انقباض الأوعية الدموية في الرأس. في السابق، كان من المفترض أن الصداع النصفي يرتبط بتوسع الأوعية الدموية في الرأس، وأظهرت البيانات الحديثة أنه يرتبط باضطرابات الناقلات العصبية في الدماغ ونقل الإشارات الكهربائية في خلايا الدماغ.
ترتبط بعض حالات الصداع بتعطيل الاتصالات بين أجزاء الجهاز العصبي المسؤولة عن نقل النبضات العصبية من الرأس والوجه والعمود الفقري العنقي. وغالبًا ما تكون قلة النوم وسوء نوعية النوم سببًا للصداع المزمن.
في بعض الحالات، يكون هناك سبب محدد يسبب الصداع، مثل وجود ورم أو تشوه الأوعية الدموية في الدماغ.
اسباب الصداع عند الأطفال
يخلط العديد من الآباء بين ما يسمى بالعوامل المحفزة والأسباب الأصلية لصداع الطفل. عوامل الزناد – الظروف التي تثير ظهور الصداع النصفي تصبح محفزا للمرض. لم يتم بعد تحديد الأسباب الموثوقة لنشوء الصداع النصفي في مرحلة الطفولة. هناك أدلة مهمة جدًا على أن الاستعداد الوراثي يلعب دورًا حاسمًا. الالتهابات الفيروسية والبكتيرية التي تؤثر على الدماغ، وإصابات الدماغ المؤلمة، والارتجاجات والكدمات، وأمراض المناعة الذاتية قد تشارك أيضًا في التسبب في المرض. قد يكون السبب المحتمل للصداع المتكرر لدى الطفل هو الإصابات التي تحدث أثناء الولادة، ونقص الأنسجة داخل الرحم، والتشوهات الهيكلية لنمو الدماغ.
العوامل المسببة هي:
- الحمل الزائد النفسي والعاطفي الخطير (الامتحانات والتحضير لها، والعروض، والدراسة الصعبة، وما إلى ذلك)؛
- الأحداث ذات الدلالة السلبية الواضحة، على سبيل المثال، وفاة حيوان أليف، أو مرض أحد الوالدين، أو فقدان أحد أفراد الأسرة؛
- حوادث الطوارئ عندما يجد الطفل نفسه أو أقاربه أنفسهم في ظروف خطرة على الصحة والحياة (حادث سير، حطام، هجوم إرهابي، عمل عسكري)؛
- صعوبات التواصل في التواصل مع الأقران وأولياء الأمور والمعلمين وغيرهم من الأشخاص؛
- النشاط البدني المكثف.
- الأرق أو على العكس من ذلك كثرة النوم.
- التغيرات الهرمونية، على سبيل المثال، خلال فترة البلوغ، مع اضطرابات الغدد الصماء.
- ردود الفعل التحسسية الحادة.
- وجبات غير منتظمة خلال النهار، والصيام.
- الأمراض الجسدية المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة والتدهور العام للحالة؛
- الوضع النفسي غير المناسب في الأسرة: الفضائح، المشاجرات، الكحول أو غيرها من إدمان الوالدين.
- زيادة الطلب على الطفل من حيث الدراسة والإبداع والمسؤوليات المنزلية؛
- استهلاك الكحول والمشروبات المقوية من قبل المراهقين؛
- الروائح النفاذة
- الأصوات العالية؛
- بعض المنتجات الغذائية (الشوكولاتة، الجبن الصلب، المكسرات)؛
- ضوء الشمس الساطع أو ومضات الضوء الخافتة (أجهزة التلفاز، والأدوات الحديثة، وأجهزة الحاسوب يمكن أن يكون لها تأثير مماثل)؛
- التغيرات في الظروف المناخية.
- في الفتيات المراهقات، يمكن أن تحدث هجمات الصداع النصفي على خلفية الحيض المؤلم، وغالبا ما يعاني الأطفال في سن ما قبل المدرسة من الصداع بعد أحداث ترفيهية صاخبة ومزدحمة.
متى يكون صداع الأطفال خطيرا
في معظم الحالات لا يكون الصداع مقلقاً ويزول من تلقاء نفسه. ولكن هناك بعض الحالات التي يجب فيها أخذ الصداع عند الطفل بجدية وزيارة الطبيب فوراً، حيث قد يكون الصداع عرضاً لمشكلة صحية خطيرة.
فمتى يصبح صداع الأطفال خطيراً ويستدعي الانتباه؟
يعتبر صداع الأطفال خطيراً ويتطلب زيارة الطبيب على وجه السرعة في الحالات التالية:
- إذا ارتبط الصداع مع حمى شديدة تزيد عن 38 درجة مئوية.
- إذا استمر الصداع لفترة طويلة تزيد عن ساعات أو أيام دون تحسن.
- إذا صاحب الصداع أعراض أخرى مثل القيء المتكرر أو تشنجات أو تغير مفاجئ في مستوى الوعي أو النوم المفرط.
- إذا حدث الصداع بعد تعرض الطفل لإصابة في الرأس أو ارتجاج.
- إذا أثر الصداع سلباً وبشكل كبير على نشاطات وحياة الطفل اليومية.
- إذا ظهرت علامات غير طبيعية مصاحبة كضعف أو تنميل في الوجه أو الأطراف.
- إذا عانى الطفل من صداع متكرر ومستمر دون سبب واضح.
- إذا لم يستجيب الطفل للراحة من الصداع بتناول المسكن أو بسبل الوقاية المنزلية.
- عدم قدرة الطفل على النوم في ظل إصابته بالصداع.
- صداع الأطفال المرافق للسعال والخمول.
- الصداع الذي يظهر معه مشاكل بصرية وضعف في العضلات وآلام في الرقبة.
- الصداع مع القيء والحمى والارتباك والتشويش الذهني.
- ملاحظة تغيرات على سلوك الطفل المصاب بالصداع.
- شعور الطفل بالتنميل في الساقين والذراعين وعدم قدرته على المشي.
- ظهور بقع داكنة على جلد الطفل.
ففي مثل هذه الحالات، من الضروري جداً عرض الطفل على الطبيب على وجه السرعة لتشخيص المشكلة وتقديم العلاج المناسب لها في أقرب وقت.