الحجامة .. أنواعها، أهدافها و فوائدها.

تعريف الحجامة

إن كلمة ( الحجامة ) مشتقة من حَجَمَ وحَجَّمَ، نقول : حجَّم فلانٌ الأمر أي : أعاده إلى حجمه الطبيعي ، قال الفيروز أبادي : “المصّ يحجِم ويحجُم ، والحجّام المصّاص ، المحجم والمحجمة : ما يحجم به ، وحرفته الحجامة”.

فالحجامة إذًا : هي تحجيم الدم في الكمّ والكيف المناسب واللائق بالصحة ، مما يقتضي استخراجه إن كان فاسدا أو زائدًا ، وهي علميّا نوعٌ من الجراحة التي تحجم موضع الداء ثم تستخرج دمًا فاسدًا يكون فيه سبب الداء، أو فيه إنتان بؤري يهدّد حياة الإنسان أو تخفّف من وطأة الدم وهيجانه مما يريح القلب والكبد والكلى والرئتين وكل خلايا الجسم ، مع تنشيط مراكز الطاقة في الإنسان.

أنواع الحجامة

أولا : الحجامة الجافة

وهي عملية تكوين احتقان دموي في الموضع المطلوب ، بواسطة كأس الهواء بدون تشريط ، ومن خلال الحجامة الجافة يتم وضع الكأس على الموضع المحدّد طبقاً لنوع المرض ، بعد عقمه بالمطهرات الطبية ، ويتم شفط الهواء من خلال الخرطوم حتى يتم تفريغ الهواء ، ومن ثم يترك الكأس هكذا لمدة تتراوح من 3 إلى 5 خمس دقائق ، ثم ينزع الكأس فنجد دائرة حمراء على سطح الجلد مكان فوهة الكأس .

والحجامة الجافة تنقل الأخلاط الرديئة من مواضع الألم إلى سطح الجلد ، وبذلك يختفي جزء كبير من الألم ، وتستخدم الحجامة الجافّة عادة لبعض أمراض النساء وللأطفال وكبار السنّ.

وقد يتمّ أحيانًا دهن الموضع بزيت الزيتون أو زيت النعناع ، ثم الشفط البسيط وتحريك الكأس على وحول المكان المطلوب ، لجذب الدم وتجميعه في طبقة الجلد ، وقد أثبتت هذه الحجامة فعاليتها في كثير من الحالات المرضية وخصوصا الأمراض المستعصية مثل : الشلل والصرع.

ثانيًا: الحجامة الرطبة

يقول عميد طبّ الأعشاب الأستاذ / محمد عارف ، متحدثًا عن الحجامة الرطبة : ” تزيد على الحجامة الجافّة إخراج الدّم بتشريط مكان الحجامة الجافّة ، وهي نوعٌ من الفصادة الموضعية ، استعملت في الطبّ الحديث “، وهي بعد تكوين احتقان دموي ، يقوم الحجّام بعملية التشريط اليسير للطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جداً حوالي 0.1 مم يشبه الخدش ، وبطول حوالي 4 مم ، وبعدد 1 شرطة أو أكثر أو أقل ، موزعة على 3 صفوف ، للسماح للدم بالخروج ، ثم وضع الكأس لسحب الدم على مكان التشريط وتفريغه من الهواء عن طريق المص ، فيندفع الدم والأخلاط الرديئة من الشعيرات والأوردة الصغيرة إلى سطح الجلد ، بسبب التفريغ الذي أحدثه المص.

علمًا بأنّ الحجّام يكرر تلك العملية ، حتى يلاحظ انقطاع الدم ، وبالنسبة لمرضى السكر والسيولة في الدم ، يستخدم الوخز بالإبر الطبية المعقمة بدلاً من التشريط. ويتم تحديد نوع الحجامة حسب نوع المرض وحالة المريض وسنّه ، فمريض السكر والضغط المرتفع والطفل وكبير السن كل له معاملة خاصة.

ثالثا : الحجامة المتزحلقة

وهي عبارة عن دهن الموضع بزيت الزيتون أو زيت النعناع ثم الشفط البسيط وتحريك الكأس على وحول المكان المطلوب لجذب الدم وتجميعه في طبقة الجلد وهي تسبق في الكثير من الحالات الحجامة الرطبة وخصوصا الأمراض المستعصية مثل الشلل والصرع وغيره وهي تشبه الحجامة الجافة ولكنها متحركة.

أهداف الحجامة

للحجامة هدفان لا ثالث لهما:

هدف وقائي

إنّ المرء المحافظ على عمل الحجامة بصورة دورية مستمرة ، حتى ولو لم يكن مصابًا بداءٍ معيّن ، تحفظه بإذن الله من الأمراض مثل : الشلل والجلطات وغيرها .. ، وكما يقال : ( دينار وقاية خيرٌ من قنطار علاج ) ويفضل عملها سنويا على الأقل .

هدف علاجي

بعد إصابة الإنسان بمرضٍ أو ألمٍ معين ، تنفع الحجامة في رفع ذلك المرض أو الألم ، فهناك العديد من الأمراض التي عولجت بالحجامة مثل : الصداع المزمن ، وخدر وتنميل الأكتاف ، وآلام الركبتين ، والنحافة ، وآلام الروماتزمية ، والبواسير ، وعرق النسا ، وحساسية الطعام ، وكثرة النّوم .. وغيرها العديد من الأمراض المزمنة مثل : الشلل بسبب الجلطة الدموية والتخلف العقلي.

فوائد الحجامة

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن في الحجم شفاء “.

قام فريق طبي مكون من 15 طبيبا من كلية الطب بجامعة دمشق بإجراء الحجامة لأكثر من 300 شخص ، اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة !!

كانت النتائج أشبه بالخيال : فقد لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم، وارتفاع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي، وارتفاع في عدد الكريات البيض، وزيادة عدد الصفيحات الدموية، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم، وانخفاض الكوليسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه ، فسبحان الله .

ولعظم فوائد الحجامة ، يلاحظ أي باحث بأنّ الحجامة استخدمت في الطب الحديث على نطاقٍ واسعٍ ، حتى لا تكاد تصدر مجلة طبية أو كتاب طبي في علم وظائف الأعضاء أو العلاجات ، إلا وذكر لها فوائد واستعمالات وآلات ، وطوّرت الشركات المختصة بإنتاج الآلات الطبية وسائل الحجامة ، بل وأنتجت حقيبة خاصة لآلات الحجامة .

يقول إبراهيم الحازمي : ” وقد استخدمت في علاج أمراض الدورة الدموية ، كعلاج ضغط الدم ، والتهاب عضلة القلب ، وذلك بحجم منطقة ما تحت عظمة الترقوة اليسرى .. والتهاب الغشاء المبطن للقلب ، وتخفيف آلام الذبحة الصدرية .

كما استخدمت في علاج أمراض الصّدر والقصبة الهوائية ، وكذلك آلام المرارة والأمعاء ، وآلام الخصية ، وعولج بالحجامة من كان يشكو من صداع الرأس والعيون وآلام الرقبة والبطن وآلام الروماتيزم في العضلات والروماتيزم المزمن ، كما عولج لها حالات انقطاع الطمث الأولي الثانوي عند النساء .. ومن ناحية أخرى تنفرد الحجامة في حالات تنفع فيها وتخفّف الآلام ، وليس لها أي مضاعفات جانبية “.