أمراض اللثة .. و علاجها بالأعشاب

اللثة جزء من اجزاء جوف الفم واحد محتوياته، واللثة عبارة عن النسيج المخاطي الناعم الذي يغطي الجزء المثبتة فيه الاسنان من عظم الفك وتساعد اللثه على دعم الاسنان وحمايتها، تتكون اللثة من نسيج ليفي غليظ يغطيه غشاء مخاطي وتمر خلال اللثه اوعيه دمويه وليمفاويه تحمل الدم والليمفا من الفكين ومن الوجه واليهما. واللثة السليمة صلبة جامدة ذات لون احمر مع بعض البقع، وتكون اللثة بنيقة حول كل سن وتتصل بالسن تحت هذه البنيقة قليلا، وينتج عن ذلك وجود اخدود غير عميق بين اللثه وكل سن من الاسنان. وفي ذلك الاخدود تبدا متاعب اللثة.

يبدا كثيرا من امراض اللثة عندما ينحبس في الفلع اللثوي بعض بقايا المواد الغذائية بين اللثة والاسنان، ويحدث ذلك خاصة عند منتصف العمر، عندما يميل نسيج اللثه الى الانكماش عن الاسنان، وقد يحدث ذلك كثيرا في صغار السن عندما تكون اسنانهم غير منتظمة في اماكنها او في فواصلها، فاذا لم يزل هذا الطعام المحتبس عن طريق التنظيف بانتظام فانه يتعفن مكونا بيئه او مزرعه خصبه لنمو البكتريا وتكاثرها، فاذا اصيبت اللثه بالعدوى البكتيرية فان الجسم يجيب على ذلك بشكل هجوم مضاد، وذلك بان يرسل اليها كميات اكبر من الدم حيث تقوم الكريات البيضاء بمحاربة الغزو البكتيري الجديد. وتؤدي زيادة الدم وكثرته في اللثه الى زيادة احمرارها وسهولة نزفها، ويغلب ان تلتهب وتتورم، وتعرف هذه الحالة بالتهاب اللثة وقد يتسبب التهاب اللثة من حشو ردي للاسنان او من تركيبات غير محكمه الوضع. كما قد يتسبب من ضعف الصحة العامة او من بعض انواع العدوى.

ويجب المسارعة باستشارة الطبيب المختص المتخصص في الاسنان وعلاجاتها متى نزفت اللثة بسهولة، او اظهرت علامة من علامات الالتهاب الاخرى لكي لا يستفحل المرض مؤديا الى متاعب خطيرة باللثة، فقد يتطور التهاب اللثة الذي لم يعالج الى تقيح اللثة او ما يعرف بالبيوريا وهو مرض لثوي خطير، ففي هذا المرض ينتشر الالتهاب والتقيح الى معظم الدرد حيث تنغرز الاسنان محدثة تحللا تدريجيا في العظم مع خلخلة الاسنان. ويجب في هذه الحالة انقاذ الاسنان وذلك بالبدء بالعلاج السريع قبل ان يستفحل الامر.

ومن امراض اللثة الاخرى عدوى فنسنت او ما يعرف بفم الخندق وهو عدوى بكتيري حاد يظهر فجأة محدثا التهابا شديدا في حرف اللثة، حيث يسهل النزف لاقل لمس او اثارة، والمرض شديد الايلام لدرجة ان البلع او الكلام قد يصبحان صعبين، ومن علامات هذا المرض المميزه رائحه النفس الكريهة او ما يعرف بالبخر وهذا البخر سريع التقدم الى الانسجة العميقة حتى يصل الى العظم الدردي، وتتراكم الانسجة الميتة بين الاسنان واللثة، ويتحطم نسيج اللثة نفسة. واذا لم يعالج هذا المرض في يقظة وسرعة ومرونة ملموسة، فان التقرحات الموجودة قد تنتشر الى الشدقين والشفتين والحلق واللسان.

علاج التهاب و تقيح اللثة بالأعشاب

الحلبة Fenugreek

لقد تحدثنا عن الحلبة مرارا ولكننا سنتحدث عنها في هذا المقال كعلاج واق كغسول للفم لحماية اللثة من الالتهاب او التقيح والطريقة ان يؤخذ ملء ملعقة صغيره من مسحوق الحلبة وتوضع في وعاء يحتوي على ملء كوب ماء ثم يوضع الوعاء على النار حتى بداية الغليان ثم يغطى ويترك لينقع لمدة 15دقيقة ثم يصفى هذا المغلي ويغسل الفم بهذا المغلي عدة مرات في اليوم.

جذر السنوت Fennel Root

تحدثنا عن السنوت في مقالات سابقة والذي يعرفة بعض الناس بالشمر او الشمار وبعض الناس يسمونة كمون وهذا خطا فهناك فرق بين السنوت والكمون، وكان حديثنا في المقالات السابقة يتركز على ثمار السنوت. لقد وجد العلماء ان مغلي مسحوق جذر السنوت لة تاثير كبير في علاج التهاب اللثة حيث يؤخذ ملء ملعقة من مسحوق جذر السنوت وتضاف الى ملء كوب ماء مغلي ويترك لمدة 15دقيقة ثم يصفى ثم الغرغرة بة وهو فاتر وتكرر العمليه عده مرات في اليوم حتى تتحسن حاله اللثه.

الصفصاف Willow

ونبات الصفصاف من اشهر النباتات حيث استخدم منذ آلاف السنين في اوروبا وافريقيا وآسيا وامريكا الشمالية وهو يحتوي على حمض الساكيسيليك المادة الاساسية للاسبرين، والجزء المستخدم لعلاج التهاب وتقيح اللثة هو القشور حيث تؤخذ ملعقتا اكل من مسحوق قشور الصفصاف وتضاف الى ملء كوب ماء بارد ثم يغطى ويترك لينقع لمدة ثلاث ساعات ثم يغلى بعدها ويصفى ويستخدم للغرغرة عدة مرات في اليوم وخصوصا بعد الوجبات وعند الذهاب الى النوم مساء.

البلوط Common oak

يعتبر نبات البلوط او ما يعرف بالسنديان من النباتات المشهورة في اخشابه القوية والتي تستخدم تجاريا على نطاق واسع، والبلوط يستخدم في المجال الطبي ايضا والجزء المستخدم منه قشور سيقانه وكذلك الثمار العفصية الكاذبة التي تتكون كنتاج مرضي على نبات البلوط، يستخدم مغلي قشور شجر البلوط في معالجة التهابات اللثة ونزيفها حيث تؤخذ ملئ ملعقة صغيرة من مسحوق القشور وتضاف الى ملء كوب ماء مغلي وتترك لتنقع لمدة 10دقائق ثم تصفى ويستعمل كغرغره ومضمضة بنفس الاسلوب وذلك عدة مرات في اليوم بعد الوجبات وتكون آخر مرة عند الذهاب الى النوم مساء، مع ملاحظة تحضير هذا المغلي اولا باول.

الفجل البلدي الحار Radish

وجد الباحثون ان للفجل تاثيرا قويا على التهاب وتقيح اللثة وقد اوصوا باستخدام حزمة من الفجل يوميا موزعا على ثلاث وجبات وذلك بغسل حزمة الفجل جيدا وتنظيفة ثم تؤكل ثلث الحزمة مع كل وجبة غذائية مع ضرورة مضغ الفجل جيدا والسبب يعود الى ان الفجل البلدي يحتوي على كمية من فيتامين ج الذي يلعب دورا في الوقاية من مرض الاسقربوط والذي يحفظ اللثة قوية، كما انة يحفظ الاسنان نفسها من التلف.

يقول دكتور ريتشارد دي فشر طبيب الاسنان من انانديل بفرجينيا ورئيس الاكاديمية الدولية لطب الفم وعلم السموم “لقد تبين ان تناول فيتامين ج بجرعات عالية له نفس الفاعلية في السيطرة على التهاب اللثة مثل استعمال الفرشاة والخيط وليس معنى هذا الا نستعمل الفرشاة والخيط، الا ان فيتامين ج يجعل اللثة اقل عرضة للنزف ويعزز عملية الالتئام”، كما يشير دكتور فيشر الى انه يعمل على تقوية نسيج اللثة مما يجعله اقل تاثيرا بالبكتيريا وغيرها من المهيجات، ويوصي بان يتناول الشخص ما لا يقل عن خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميا لا سيما الغنية بفيتامين ج مثل الفجل والبروكلي والفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون واليوسفي وكذلك الفلفل الاحمر والفراولة والطماطم على ان تؤكل طازجة.