تأثير الحمل على أمراض القلب لدى الحامل وعلاجها
تاثير الحمل على أمراض القلب لدى الحامل وعلاجها
سنتطرق هنا لتأثير الحمل على بعض أمراض القلب لدى الحامل ونوعية هذا التأثير حسب نوعية المرض القلبي .
أرتفاع ضغط الدم
هناك سببان لأرتفاع ضغط الدم لدى الحامل :
أ – ضغط الدم المزمن : وهو مرض شائع لدى الرجال والنساء ويتم إكتشافه ومعرفته قبل حدوث الحمل لدى النساء المصابات به ، ويجب علاجه والتحكم به قبل ، أثناء ، وبعد الحمل وليس له علاقة واضحة بالحمل .
ب- أرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل : يحدث هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم فقط أثناء الحمل لدى 8-10 % من الحوامل .
ويعرف بأنه ارتفاع اضطرادي لضغط الدم الأنقباضي بمعدل 30مل / زئبق أو أكثر ، أو لضغط الدم الأنبساطي بمعدل 15 مل / زئبق أو أكثر أثناء الزيارات الدورية لعيادة الحوامل عن القراءة الأولى في أول زيارة للعيادة . وقد يعرف بأنه تجاوز ضغط الدم الأنبساطي لقراءة 89مل / زئبق . يحدث هذا الأرتفاع غالباً بعد الأسبوع العشرين ( أي بعد الشهر الرابع ) من الحمل وغالباً ما يحصل في الحمل الأول . ويكون مصحوباً في أغلب الأحيان بزيادة كميــة البروتين ( الزلال ) في البول وبتورم القدمين والساقين .
ويتسبب هذا المرض في خطورة قد تلحق بالأم والجنين على حد سواء إذا أهمل المرض ، ولم تخضع الحامل للعلاج والمتابعة الدقيقتين . ومن آثاره الضارة على الأم حدوث قصور في وظائف الكلى ، تكسر في كريات الدم الحمراء ، نقص في الصفائح الدموية ، ارتفاع في أنزيمات الكبد ، هبوط في القلب ، أو حدوث نوبات من التشنجات كالتي يعاني منها مرضى الصرع . أما بالنسبة للجنين فقد يتعرض لقصور في النمو مما قد يهدد حياته . ويجب التنويه هنا إلى أن حدوث مثل هذه المضاعفات على الأم وجنينها هي قليلة جداًً إذا ماتم علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وتمت المتابعة الدورية المستمرة تحت الإشراف الطبي الدقيق .
ويمكن أختصار الخطوات المهمة في العلاج كما يلي :
التحكم في ضغط الدم عن طريق أدوية خافضة للضغط تؤخذ عن طريق الفم منذ تشخيص المرض وتكون مأمونة على الجنين .
- المتابعة الدورية المنتظمة فمثلاً في الأشهر الأخيرة من الحمل يجب أن تتم هذه المتابعة على الأقل مرة كل أسبوعين وفي الشهر التاسع مرة كل أسبوع .
- ينصح بإدخال الحامل التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى المستشفى عند بلوغها الأسبوع السادس والثلاثين ( أي بداية الشهر التاسع ) أو حتى قبل ذلك متى أتضح للطبيب المعالج وجود علامات قد تدل على تعرض الأم أو جنينها لأحد المخاطر السابق ذكرها .
- بعد إدخال المريضة للمستشفى ، تتم عملية تقويم درجة نمو الجنين ، فإذا كان النمو تاماً فإن الإخصائي يقوم بحث الرحم للدخول في عملية الولادة عن طريق استخدام الأدوية ، أما إذا كان نمو الجنين غير تام ، فالأولى هو السماح للحمل بالأستمرار متى ماسمحت حالة الأم بذلك .
- في بعض الحالات ” وهى قليلة جداً ” يجب اجراء عملية قيصرية عاجلة للولادة بصرف النظر عن درجة
نمو الجنين لأن التأخير في هذه الحالات يعرض الأم والجنين معاً لخطر كبير ، ومن هذه الحالات مايلي :
أ – نقص الصفائح الدموية
ب – حدوث صداع أو علامات عصبية أخرى
ج – حدوث نزيف في شبكية العين
د – تدهور في وظائف الكلى أو الكبد
أمراض صمامات القلب الروماتيزمية
تختلف تأثيرات الحمل على القلب والدورة الدموية حسب الخلل الذي حصل للصمام ، تضيقاً أو ارتجاعاً نتيجة إصابته منذ سنتين بالحمى الروماتيزمية ، وهنا يجب التأكيد على أهمية أستشارة طبيب القلب المختص قبل الحمل للتأكد من أن وضع المريضة الصحي يسمح لها بالحمل دون حدوث مشكلات أو مضاعفات خطيرة . وننصح الحوامل اللواتي يعانين من اعتلال بالصمامات خصوصاً إذا كان هناك تضيقاً بالتالي :
- عدم الإجهاد خصوصاً عند وجود الأعراض التالية : ضيق أو صعوبة التنفس أو تسارع في ضربات القلب .
- يجب الاستمرار في تناول الأدوية المانعة بأذن الله لتكرار الإصابة بالحمى الروماتيزمية مرة أخرى ، وهذه الأدوية هى عبارة عن إبرة البنسلين الشهرية أو الأدوية البديلة لها .
- المتابعة الدورية المستمرة لدى طبيب القلب وطبيب النساء والولادة .
- قد تحتاج الحامل لبعض المضادات الحيوية الوقائية قبل الولادة حسب نوعية الولادة ، أكانت طبيعية أو عن طريق أحد الطرق التداخلية أو عن طريق العملية القيصرية ، وحسب نوعية الأعتلال الذي أصاب الصمام .
- ومن أكثر أمراض الصمامات الروماتيزمية لدى الحوامل شيوعاً تضيق الصمام الميترالي . وقد يتسبب هذا التضيق في حدوث صعوبة في التنفس أو حدوث عدم أنتظام بضربات القلب . وتتم عملية تقويم مقدار تضيق الصمام الميترالي من قبل طبيب القلب عن طريق الفحص السريري وإجراء بعض الفحوصات التي لاتؤثر على الحمل وأهم هذه الفحوصات على الإطلاق الفحص بالموجات فوق الصوتية للقلب .
وتتلخص الوسائل العلاجية للصمام الميترالي شديد التضيق أثناء الحمل في الآتي :
- الراحة التامة للحامل خلال فترة الحمل .
- تناول الأدوية الخافضة لنبض القلب والأدوية المعالجة لضيق التنفس وأحتقان الرئة كالمدرة للبول وخلافه.
- التقليل من تناول ملح الطعام .
في حالة فشل كل ذلك قد تحتاج الحامل لإجاء عملية توسعة للصمام عن طريق البالون والتي تتم في معامل القسطرة وتحت إجراءات خاصة لمثل هذه الحالات بعد التأكد من صلاحية الصمام لمثل هذا التوسيع . - الجدير بالذكر ، أن أغلب الحوامل اللواتي يعانين من تضيق الصمام الميترالي أثناء الحمل يستجبن للراحة التامة مع الأدوية السابق ذكرها .
- في حالات قليلة جداً قد تحتاج الحامل التي تعاني من تضيق في الصمام الميترالي إلى إجراء عملية القلب المفتوح لترميم أو لتغيير الصمام أثناء الحمل في الفترة مابين الشهر الخامس والسابع .
أمراض الشرايين التاجية
توجد دراسات عالمية عديدة أثبتت أن لوجود هرمون الإستروجين خلال سنوات الإنجاب عند النساء أهمية وقائية من الإصابة بالشرايين التاجية لذلك فإن حدوث تصلب الشرايين في هذه الفترة من العمر أقل حدوثاً مالم يكن لدى السيدة عوامل خطورة عديدة منذ زمن بعيد بالإضافة إلى عوامل أخرى إضافية هذا ويمكن للسيدات أصحاب الأوضاع المستقرة الحمل بنفس طرق العلاج المتبعة لمثل هذه الحالات ويفضل العلاج التداخلي أو الجراحي
قبل الحمل ويمكن التعامل معهن حين وجود أعراض أثناء الحمل
اعتلال عضلة القلب
ذا كان الأعتلال خطيراً بسبب تأثر العضلة بأمراض عضلية أو نتيجة اعتلال صمام أو أكثر أو بسبب ارتفاع ضغط الدم أو بسب تأثر عضلة القلب بحمل سابق أو بسبب أولى مجهول فإن احتياج المريضة لعلاجات دوائية عديدة لمحاولة تحسين نسبي للأعراض والوضع الصحي يعطى الحق للطبيب المعالج منع مثل هؤلاء المرضى من الحمل لما قد يسببه لهن من مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتهم لذا فإن أي نسبة من الاعتلال بالعضلة قد تسوء بسبب الحمل خاصة إذا كان السبب السابق الحمل نفسه لذلك يجب استشارة الطبيب المختص قبل الإقدام على هذه الخطوة فربما فيها خطر على الأم والجنين .
ارتفاع ضغط الدم الرئوي
إذا كان السبب غير معروف أولي أو معروف بسبب مشاكل رئوية مزمنة أو عيوب خلقية قلبية لم تعالج وكان الضغط مرتفعاً جداً يقارب ضغط الدم الشرياني فإن الحمل يعتبر خطراً ويجب تجنبه بأفضل الوسائل التي لاتزيد من زيادة ضغط الدم الرئوي ينصح الطبيب مريضته بربط قنوات التبويض لمنع وصول البويضة للرحم والتلقيح . أما إذا كان ضغط الدم الرئوي بسيطاً لأي سبب فإن الإقدام على الحمل يجب أن يكون تحت إشراف طبيبي القلب والتوليد مع محاولة علاج السبب الرئيسي قبل الحمل.