أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها للأم والطفل

يُحقق الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية نتائج أفضل في اختبارات الذكاء، ويكونون أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة، وأقل عرضة للإصابة بمرض السكري في مراحل لاحقة من حياتهم. كما أن النساء اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي والمبيض.
الرضاعة الطبيعية هي أسهل طريقة لتغذية الأطفال حول العالم، وتعتمد على إنتاج الأم الطبيعي للحليب بعد الولادة. أكثر من 50% من الأطفال دون سن ستة أشهر يعتمدون على الرضاعة الطبيعية حصريًا. بفضل الدعم الشامل للرضاعة الطبيعية على مستوى الدولة، أمكن إنقاذ حياة أكثر من مليون طفل.
حليب الأم هو المنتج الأمثل الوحيد للمواليد الجدد. الرضاعة الطبيعية من حليب الأم تزود جسم الطفل بجميع العناصر الدقيقة الضرورية، والأجسام المضادة التي تحميه في مرحلة تكوين مناعته الذاتية.
فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع
يتبين من خلال كل ما سبق أن حليب الأم هو مزيج غني من العناصر الغذائية التي تسد حاجيات الرضيع بشكل تام وتضمن نموه وصحته من خلال التحول في تركيبة الحليب عبر الفترات. فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع عديدة ومن بينها:
- الحماية من الالتهابات والجراثيم بفضل الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم.
- تحسين العبور المعوي وحماية الكبد والكلي.
- حليب الأم سهل الهضم ويحتوي على البروبيوتيك المفيد لصحة أمعاء الرضيع.
- تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
- يتكيف حليب الأم باستمرار مع احتياجات الطفل ويزوده بالعناصر الغذائية بكمية كافية.
- تساعد الأحماض الدهنية في حليب الأم على نمو المخ والرؤية.
- تقوي الرضاعة الطبيعية الروابط العاطفية بين الأم والرضيع وتجعل الطفل يشعر بالأمان.
- تزداد المكونات الواقية في حليب الأم لتسهيل شفاء الرضيع عند إصابته بمرض ما.
- حليب الأم مهم خاصة للأطفال الخدج لأنهم أكثر عرضة للأمراض ويحتاجون إلى كمية أكبر من العناصر الغذائية.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
بالرغم من كون الرضيع هو الذي يتغذى بحليب الأم، فإن للرضاعة الطبيعية فوائد عديدة على صحة الأم. طوال فترة الرضاعة تحدث تغيرات في جسم الأم تؤثر إيجابياً على صحتها، من أهم هذه الفوائد نجد ما يلي:
- انخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- انخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وخاصة سرطان الثدي والمبيض.
- تمكن الرضاعة الطبيعية من تحفيز تقلصات الرحم وبالتالي تسرع من عودته إلى شكله الأصلي.
- تساعد الرضاعة الطبيعية على نقص الوزن.
- أثناء الرضاعة الطبيعية يفرز جسم الأم هرمون الأوكسيتوسين الذي يقلل القلق والتوتر.
يمكن القول أن حليب الأم يفوق بكثير أي حليب اصطناعي من ناحية الجودة الغذائية حيث يتغير باستمرار لسد كل حاجيات الرضيع وضمان نموه. توصي منظمة الصحة العالمية (OMS) بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل نظرا لفوائدها الصحية العديدة. تشكل لحظات الرضاعة فرصة لتقوية الروابط العاطفية بين الأم ورضيعها حيث تمد الأم طفلها بكل ما يحتاجه بعطف وحب وحنان.
كيف تسهم الرضاعة الطبيعية في تعزيز الصحة النفسية لطفلك؟:
الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الرضيع، بل هي حجر الأساس لبناء علاقة الأم والطفل، وهي أول خطوة لنمو الطفل العاطفي والنفسي والعقلي، تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية للأطفال وذلك من خلال:
العلاقة العاطفية والأمان
إحدى أهم الفوائد النفسية للرضاعة الطبيعية هي تعزيز الرابطة العاطفية بين الأم والطفل. خلال هذه الفترة الحميمة، يشعر الطفل بالأمان والحماية، مما يساعد في تطوير الثقة والراحة النفسية في المراحل المبكرة من الحياة.
التطور العقلي
يحتوي حليب الأم على مكونات غذائية وهرمونات تسهم في النمو العقلي السليم للطفل. هذا يؤدي إلى تعزيز النمو الإدراكي والعقلي في السنوات الأولى من الحياة.
التنظيم العاطفي والسلوك
الرضاعة الطبيعية تساعد في تنمية مهارات التنظيم العاطفي لدى الأطفال. هذا يعني أنهم سيتمكنون من التعامل بشكل أفضل مع مجموعة متنوعة من المشاعر والمواقف العاطفية في المستقبل. وقد يساعد ذلك في الحد من السلوكيات السلبية في وقت لاحق.
بشكل عام، الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية غالبًا ما تكون لديهم مهارات أقوى في التفكير النقدي، وذاكرة أفضل، إضافة إلى القدرة على التحدث في عمر مبكر، ومهارات حركية أفضل. هذه الفوائد البدنية والعقلية تؤدي إلى نتائج إيجابية على الصحة النفسية للطفل في المراحل المبكرة والمتأخرة من النمو.