الطفل العدواني وكيفية التعامل معه
تمثل التصرفات العدوانية العنيفة مصدر إزعاج وقلق وفزع للأهل وللطفل نفسه، وهناك العديد من الأسباب التى تكون وراء سلوك الطفل العدواني والذي يؤثر بطريقة سلبية على الطفل وكل من حوله، فالعنف سلوك عدواني يجرح الناس ويجعلهم يبتعدون عن الطفل العدواني عنيف السلوك. وأحيانا قد لا يدرك الطفل أنه يتصرف بعدوانية، ولذلك فعلى الأم أن تعمل دائما على الاهتمام بأن يكون طفلها هادئا ونفسيته جيدة حتى يكون عضوا عاملا وهادفا ومؤثرا داخل أسرته ومجتمعه. عندما يصبح الطفل عدواني السلوك، فإن هذا قد يؤثر على أسرته في المنزل وعليه وعلى أصدقائه في المدرسة. وعلى الأم أن تنتبه سريعا إذا بدأ طفلها في التصرف بعدوانية أو عنف حتى تستطيع التعرف على الأسباب التى دفعته لذلك. واعلمي أن سلوك الطفل العدواني العنيف قد يؤثر على صحته النفسية والجسمانية ويجعل من الصعب عليه التعامل مع الناس ومع كل ما يحدث حوله.
وفى بعض الأحيان قد يكون حدوث شئ خطير أو حدث جاد في العائلة أو تعرضه لصدمة عائلية معينة، وراء تطور سلوك الطفل ليصبح عدوانيا وعنيفا مع الوضع في الاعتبار أن الطفل أحيانا قد يصبح عدوانيا لأنه يرى بذلك أنه يحمي نفسه.
كيفية التعامل مع الطفل العدواني العنيف
في البداية قد تكون عدوانية الطفل بسيطة ولكن مع مرور الوقت ومعالجة الأسباب قد تتحول تلك العدوانية لعنف قوي. وأحيانا قد يبدأ السلوك العدوانى بأن يسخر الطفل من أصدقائه بطريقة سلبية أو أنه قد يبدأ في توجيه الشتائم لهم أو حتى الاتجاه لسلوكيات مثل العض والضرب والدفع وتعمد إيذاء الغير من أصدقائه أو أفراد عائلته حتى بالكلام. وحتى يصبح الطفل قادرا على التعامل مع من حوله فسيكون عليه تعلم بعض المهارات الاجتماعية وتعلم أيضا كيفية التحكم فى غضبه.
أنواع العنف عند الطفل
– إن العنف الجسدي عند الطفل قد يشمل الضرب والعض والركل والشجار بصفة عامة. واعلمى أنه ببلوغ الطفل الشهر السابع عشر، فإنه قد يصبح عدوانيا من الناحية الجسدية تجاه أصدقائه وأشقائه.
– أما العنف اللفظي عند الطفل فهو يشمل الشتائم والصراخ وتوجيه الاتهامات
– وقد يتعمد الطفل أن يكون عدوانيا أيضا ولكن بطريقة غير مباشرة عن طريق مثلا أن يعمل على إثارة غيرة اصدقائه أو نشر الكلام الخاطئ عنهم.
وقبل أن تبدئي فى حل مشكلة عدوانية وعنف طفلك، فعليك أن تقومي بمحاولة تقييم مدى شدة الموقف والظروف والتأثيرات الناتجة عن تصرفات طفلك العدوانية العنيفة. وعليك أن تقومى بتحديد المكان والزمان والذى تصبح فيه تصرفات الطفل تصرفات عدوانية أو عنيفة. وعليك أيضا أن تقومي بمحاولة وضع يدك على الأسباب العاطفية أو الأسباب العادية الأخرى التي قد تساهم في ازدياد تصرفات طفلك العدوانية. ومن ضمن الأسباب التي قد تجعل الطفل أكثر عدوانية هناك العصبية والغضب والتوتر والضغوطات المختلفة والإرهاق والشعور بالإحباط.
كلما رأيت طفلك في موقف معين يتصرف بعدوانية أو عنف ، فعليك أن تقومي بالتدخل ومحاولة البداية بتحذيره أو إعطائه نصيحة أو فكرة عن طرق أفضل وأكثر هدوءا يمكنه من خلالها التعامل مع الموقف بطريقة أكثر إيجابية. فمثلا إذا كان طفلك يريد أن يأخذ لعبة معينة من صديقه أو شقيقه فانصحيه أن يقوم بطلب اللعبة بطريقة لفظية إيجابية وإذا لم يستمع الطفل لكلامك فعليك أن تتحدثى معه وتناقشيه بطريقة جادة. ساعدى طفلك على مراقبة تغيراته المزاجية مع الحرص على تشجيع طفلك أن يأخذ بعض الوقت ليهدأ إذا شعر بأنه سيفقد أعصابه.
حاولي أن تقللي من مشاهدة طفلك للبرامج والأفلام العنيفة على التليفزيون وأن تقللي أيضا من لجوئه لألعاب الفيديو العنيفة والعدوانية. ويمكنك أيضا أن تشجعي طفلك على ممارسة التمارين الرياضية ليخرج من خلالها أى طاقة سلبية وليتخلص من الضغوطات التي قد يشعر بها. حاولي أيضا أن تحددي لطفلك جدولا منظما وصحيا للنوم، لأن قلة النوم قد تؤدى لشعور الطفل بالتوتر والإحباط. وفي النهاية يجب أن تلتزمي أنت كأم بأن تكون أعصابك متماسكة حتى يراك قدوة حسنة أمامه.