كيفية التعامل مع الطفل المميز و الذكي؟
قد يلاحظ الأبوين بعض الصفات المميزة فى تصرفات أبنائهم مما تستدعى معرفة أسبابها والتوقف عندها.
وقد يقع الكثير من الآباء والأمهات فى حيرة عندما يسمعون طفلهم يسأل أسئلة غير عادية، ويُعلّق بعضهم على ذلك بأنها أسئلة أكبر من سِنّه دون أن يدركوا بأن الأطفال الأذكياء يجب توجيه ذكائهم للتعليم الأمثل والجيد بدلاً من إساءة التعامل معهم.
وقد قام أخصائيون ألمان فى العلوم النفسية والتربوية للأطفال بنشر بحثاً يفيد بان هناك مؤشرات يجب أن يتنبه إليها الوالدان إذا ما ظهرت على طفلهما لأنه قد يكون من الأطفال الأذكياء ويجب تحفيز ذكائهم بكل الوسائل بشكل سليم.
وأهم المؤشرات التى تصدر عن هذا النوع من الأطفال هى:
- إصراره على أن يجيب على كل شىء وأن يرد بنفسه على كل سؤال قبل إتاحة الفرصة للآخرين.
- يظهر الطفل الذكى تمرده وعدم تقبله للقوانين وقواعد السلوك التى ينبغى على الأطفال إتباعها فى المدرسة وفى البيت.
- يصبح الطفل الذكى حساسا لا يتحمل الملاحظات ويسعى إلى فرض شخصيته واستقلاليته بشكل متشنج أحيانا.
- يبحث فى البيت عن مصادر أو مجالات تعلم أخرى تسمح له بإيجاد أجوبة عن تساؤلاته خارج الإطار المدرسى، مثل مطالعة الكتب إذا ما توفرت فى البيت أو قضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر أو التسلية بالعاب معقدة بما يفوق ما يفترض من طفل فى مثل سنه.
ويعتبر الأخصائيون أن هذه الأعراض أو التصرفات من قبل الطفل الذكى هى عبارة عن إشارات تنبيه يرسلها إلى والديه أو محيطها لاجتماعى أو المدرسى. وينبغى الانتباه تماماً لذلك والاهتمام به، فإذا لم ينتبه أحد إلى ما يعانيه الطفل الذكى فى مثل هذه الحالات يمكن أن يتحول ملله من ضجر عابر إلى إحباط وانطواء وشعور مرضى بأنه طفل غير عادى أو مختلف عن الآخرين، فهولا يدرك حجم قدراته الذهنية.
ويشرح العلماء الألمان حالات الملل أو اللامبالاة التى يشعر بها الطفل المتفوق منذ الصف الأول. فالمدرسون يتبعون طرق تدريس تناسب الأطفال العاديين كى يستوعبوها خطوة خطوة، لكن بالنسبة إليه فإنها مملة ولا تتماشى قدراته المتفوقة على العلم، فهو يفكر بطريقة شاملة تجعله لا يتقبل التجزئة ولا يمتلك الصبر على تحمل التكرار والإعادة. فى نفس الوقت لا يفهم سبب هذا التكرار لأنه يعتقد بأن الأطفال الآخرين فى نفس مستواه، هنا يجب أن يتدخل الأهل ويطلبون من المدرسة إجراء امتحان ذكاء لطفلهم للتحقق من تفوقه وبالتالى السعى كى ينتقل إلى صف أعلى.
لكن يجب أيضاً تعامل الوالدين بطريقة مميزة مع طفلهم الذكى تأخذ بعين الاعتبار قدراته الذهنية من أجل تشجيعه على تطويرها أكثر فأكثر، وعليهما فى هذه الحالة إتباع النصائح التالية:
عليهما الإجابة على كل تساؤلات طفلهما مهما كثرت أو تعددت، مع احترام خصوصيات مرحلته العمرية، حيث يجب أن تشرح له الأمور ببساطة وتأنِ، ولكن مع تفادى الإجابات المتسرعة أو السطحية، لأنه لا يقتنع بها. ويجب أيضا تفادى عبارات مثل “انت كثير الثرثرة” أو “تتحدث كثيرا ولا تعطى الآخرين الفرصة للتحدث وتسبب وجع الرأس”. فمثل هذا الملاحظات من شأنها أن تكبح الفضول الطبيعى لديه وتدخله تدريجيا فى حالة من الانطواء بحيث يمتنع لاحقا عن طرح أية أسئلة.
الطفل المتفوق يحب القراءة والكتابة ويتعلمها بسرعة ولديه قدرات كبيرة وشهية اكبر للتعلم والمعرفة. وعلى الوالدين تشجيع ذلك بشراء كتب مختلفة ومتنوعة، بحيث تحتوى على مختلف المواضيع التى يلاحظان انه يميل إليها أو التى تثير فضوله بشكل خاص، سواء فى مجالات العلوم الطبيعة أو النباتات أو عالم الحيوانات، فمثل هذه الكتب تساعده على فهم واستيعاب ما يكتشفه تدريجيا فى محيط الحياة من مستجدات كلما تقدم فى العمر.
على الوالدين ألا ينزعجا من طفلهما عندما يحاور الكبار أو يطرح عليهم أسئلة، ولا ينبغى أن ينهرونه بالقول لا يجوز للصغار التحدث مع الكبار، بل يجب تعليمه فقط أن يتحدث بجدية وأدب وكيف يقدر بنفسه إن كان الوقت أو سياق الحديث مناسبا لطرح الأسئلة أم لا. ولا يجب منعه بأى حال من طرح سؤاله، فالطفل المتفوق بحاجة دائمة إلى المعرفة والاكتشاف، وذلك لا يتحقق إلا بالاحتكاك والتفتح على من هم اكبر سنا وأكثر تجربة منه.
قد تكون للطفل المتفوق اهتمامات أو مواهب خاصة فى الرسم أو الرياضة أو الموسيقى، وعلى الوالدين محاولة تطويرإهتماماته هذه وتشجيعها بشراء أو توفير مختلف الوسائل التى تسهل عليه ممارسة هواياته، لأن إتاحة الفرصة فى الصغر تساهم فى تفتق تلك المواهب ونموها.
عادة لا يحب الطفل الذكى فى المراحل الأولى من عمره الكتب المصورة، نظرا لذاكرته البصرية الفائقة، لذا يجب على الوالدين أن يحاولا تشجيعه على ذلك من اجل تنمية ذاكرته المرئية وتوسيع أفاقه، وذلك بتوفير مختلف الكتب والألعاب المصورة وقصص المغامرات.
وعن حالة الملل التى تصيب الطفل الذكى عندما يكون فى محيط أقل منه ذكاء فإن مرحلة الدراسة تبدأ فى سن السادسة، فبهذا الوقت تكون أفاق معرفته كبيرة مع ذلك عليه الجلوس وسط أطفال من عمره اقل تفوقا ما يجعله أحيانا يرفض الذهاب إلى المدرسة، ولأن القليل من المعلمين لا يدركون قدرته الذهنية فقد يعنف لعدم إظهاره اهتماما لما يشرح، مما يؤدى إلى انطوائه وابتعاده عن أصدقائه فى المدرسة أيضا والشعور بالوحدة وعدم الاهتمام بدروسه.
وليس من الضرورى أن يكون كل الأطفال الأذكياء ناجحين فى دراستهم، بل بالعكس فهم يحتاجون إلى رعاية خاصة حتى لا يصبح التفوق أو الذكاء الخارق سببا فى انطوائهم أو فشلهم فى الدراسة، وهنا يلعب الوالدان والمدرسة دورا مهما فى تطوير قدراته التى قد تكون أول الطريق لعبقريته.
وحسب قاعدة قياس الذكاء التى تسمىWechsler Intelligence scale for children فإن معدل ذكاء غالبية الأطفال العاديين تصل إلى 100 درجة والتفوق القصوى يصل إلى 180 درجة، لكن لا يوجد سوى طفل من بين مليون طفل تتوفر لديه هذا القدرة.