تقدير الذات والثقة بالنفس :طرق واستراتيجيات لتعزيزهما

الثقة بالنفس هي القدرة على الإيمان بقوتك وقدراتك ومزاياك، والتصرف وفقًا لها. إن الثقة العالية بالنفس هي الاحترام والحب لنفسك، والاعتراف بقيمتك وتميزك. هذه الصفات لا تجعل المرأة سعيدة وراضية عن حياتها فحسب، بل تسمح لها أيضًا بتحقيق الأهداف، وإدراك إمكاناتها، وبناء علاقات صحية، والتغلب على الصعوبات والتغلب على المخاوف.
ومع ذلك، تعاني العديد من النساء (وخاصة الفتيات الصغيرات) من نقص الثقة بالنفس وتقدير الذات بسبب عوامل مختلفة مثل الضغط الاجتماعي، والصور النمطية، والنقد، والمقارنة مع الآخرين، والحديث السلبي عن النفس، وما إلى ذلك. يمكن لهذه العوامل أن تقوض شعور المرأة بذاتها، مما يتسبب في تعرضها للعقد والشكوك وانعدام الأمن والاكتئاب واللامبالاة.
كيف يمكنك تغيير هذا الوضع لتصبح أكثر ثقة بنفسك واعتمادًا على نفسك؟ في هذه المقالة سنتحدث عن طرق الوصول إلى الثقة بالنفس وتقدير الذات العالي، ونقدم نصائح عملية تمكنك من تعزيز تأكيدك على نفسك وتعلم حب نفسك وتقديرها كما أنت.
تقدير الذات والثقة بالنفس: طرق واستراتيجيات لتعزيزهما
الثقة بالنفس وتقدير الذات العالي هما مفهومان نفسيان مترابطان بشكل وثيق يعكسان رأي الشخص في نفسه وقدراته. الثقة بالنفس (الحزم) هي القدرة على الإيمان بنقاط القوة والكرامة والقيمة لدى الشخص، والتصرف وفقًا لها. إن الثقة العالية بالنفس هي الاحترام والحب لنفسك، والاعتراف بتفردك وأصالتك.
إن الحزم والثقة بالنفس ليست صفات فطرية؛ إنها تتشكل تحت تأثير عوامل مثل الأسرة والتعليم والمجتمع والثقافة والخبرة الشخصية وما إلى ذلك. وهي ليست ثابتة ويمكن أن تتغير اعتمادًا على الموقف والمزاج والظروف وما إلى ذلك. ومع ذلك، يمكن تطوير هذه الصفات وتعزيزها من خلال ممارسات وعادات مختلفة.
إن الثقة بالنفس وتقدير الذات العالي هي عمليات يمكن التحكم بها وتحسينها. ولكي تفعل ذلك، عليك أن تُدخل إلى حياتك اليومية بعض الممارسات والعادات التي من شأنها أن تساعدك على تعزيز حزمك، وتصبح أكثر ثقة بنفسك، وتتعلم أن تحب نفسك وتقدرها كما أنت.
قبول الذات
القبول الذاتي هو عملية قبول نفسك بكل نقاط قوتك وضعفك، نجاحاتك وإخفاقاتك. إن قبول الذات يسمح لك بالتخلص من النقد الذاتي والشفقة على الذات والاستخفاف بالنفس، وزيادة احترام الذات. لتطوير قبول الذات، عليك أن:
- أصبح على دراية بمشاعرك وأفكارك وسلوكك وأسبابها وعواقبها واعترف بها.
- لا تقارن نفسك بالآخرين، قم بتقييم نفسك حسب معاييرك الخاصة.
- لا تسعى إلى الكمال، بل إلى التقدم والتطور.
- لا تركز على نقاط ضعفك، بل ركز على نقاط قوتك وإمكاناتك.
- لا تنتظر الموافقة والتقدير من الآخرين، بل أعطها لنفسك.
عندما تشعر بعدم السعادة مع نفسك أو حياتك، لا تقل لنفسك “أنا سيء”، “أنا خاسر”، “لا أستطيع أن أفعل أي شيء”. من الأفضل أن تقول لنفسك “أنا جيد”، “أنا ذكي”، “أستطيع أن أفعل الكثير”. عندما تحقق شيئًا أو تفعل شيئًا جيدًا، لا تقل لنفسك “هذا ليس كافيًا”، “لقد حدث بالصدفة”، “هذا ليس بفضلي”، بل قل لنفسك “إنه يستحق ذلك”، “هذا بفضلي.
حب الذات
إنها عملية التعبير عن الحب والاهتمام بنفسك، وإشباع احتياجاتك ورغباتك. وهذا يسمح لك بتحسين صحتك وإحساسك بذاتك وعلاقاتك مع الآخرين. من أجل تطويره فإنه من الضروري:
- إنتبه لجسدك وروحك وعقلك، راقب صحتك وتغذيتك ونومك وراحتك وما إلى ذلك.
- افعل ما يجلب الفرح والسرور والمعنى، وطور مواهبك واهتماماتك وهواياتك.
- كن لطيفًا وكريمًا وشاكرًا لنفسك، أثنِ على نفسك، قدم لها الهدايا.
- حدد حدودك واحترمها، ودافع عن حقوقك ومصالحك.
عندما تشعر بالتعب أو التوتر أو الحزن، لا تتجاهل مشاعرك، بل خذ الوقت والمساحة للراحة والاسترخاء أو التحدث مع شخص ما. عندما تريد أن تفعل شيئًا لنفسك أو تحصل على شيء ما، لا تحرم نفسك منه، بل اسمح لنفسك بفعله أو الحصول عليه. عندما تفعل شيئًا جيدًا أو تحقق شيئًا، لا تنسى أن تمدح نفسك وتكافئها بشيء ممتع أو مفيد.
تطوير الذات
إنها عملية التعلم المستمر والنمو وتحسين الذات في مختلف مجالات الحياة. يتيح لك التطوير الذاتي تحسين كفاءتك ومؤهلاتك وتوسيع فرصك وآفاقك. لتطوير الذات تحتاج إلى:
- حدد خططك واتبعها بكل اجتهاد ومثابرة ومسؤولية.
- ابحث عن مصادر المعرفة والمعلومات والخبرة المختلفة واستخدمها: الكتب، ومقاطع الفيديو، والبودكاست، والدورات التدريبية، والتدريب، وما إلى ذلك.
- إظهار الفضول والانفتاح والمرونة والاستعداد لكل ما هو جديد وغير عادي وغير متوقع.
- تعلم من أخطائك وأخطاء الآخرين، وأعطِ وتقبل الملاحظات.
عندما تريد أن تتعلم شيئًا جديدًا، فلا تخف منه، اجعله أولوية وحدد لنفسك هدفًا محددًا وواقعيًا. عندما تبحث عن طرق لتحقيق ذلك، لا تقتصر على مصدر واحد، استكشف خيارات مختلفة واختر ما يناسبك ويثير اهتمامك أكثر. عندما تواجه عقبات أو مشاكل أو إخفاقات، لا تستسلم أو تنزعج، بل قم بتحليلها وتعلم منها. عندما تحصل على نتائج أو تحقق النجاح، لا تتوقف عند هذا الحد، بل ابحث عن تحديات جديدة.
العناية بنفسك
إنها عملية إشباع احتياجاتك الجسدية والنفسية والعاطفية والروحية، والحفاظ على صحتك ورفاهتك وتناغمك. وهذا يسمح لك بزيادة الثقة بالنفس، وتحسين صحتك ومزاجك. ولكي نفعل ذلك نحتاج إلى:
- استمع إلى احتياجاتك ورغباتك وفهمها، وخصص لها الوقت والاهتمام الكافيين.
- لا تضحي بصحتك، نومك، راحتك، ترفيهك. من أجل العمل أو الدراسة أو المسؤوليات وما إلى ذلك.
- لا تنسى صحتك الجسدية والنفسية، مارس الرياضة والتأمل واليوغا والاسترخاء وما إلى ذلك.
- لا تتجاهل مشاكلك ومشاعرك ومزاجك، بل عبّر عنها ونظّمها.
- لا تحرم نفسك من متع الحياة الصغيرة والكبيرة، استمتع بها وأعطها لنفسك وللآخرين.
- عندما تشعر أنك بحاجة إلى شيء ما لنفسك، لا تؤجله، افعله الآن أو في أقرب وقت ممكن. عندما تعمل أو تدرس أو تؤدي واجباتك، لا تنسى أخذ فترات راحة وتغيير الأنشطة والبيئات.
التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لا يخلو هاتف منها وبات الكثيرون يقارنون أنفسهم بالآخرين أو المؤثرين، فمنهم من يقارن نفسه بجمال الآخرين أو مستواهم الاجتماعي دون إدراك أن هذه المقارنات تؤثر سلبًا على ثقته بنفسه وتولد مشاعر الحسد والحقد، ناهيك عن أن هذه المقارنات غير عادلة بالأساس فكل منا يسير في طريقه ويواجه تحديات مختلفة، وعلينا أن نتذكر أن الحياة ليست منافسة.
يساهم إدراك الشخص لنقاط قوته ونجاحاته الخاصة في تقوية الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس، وربما يفيد تعديد النعم والإيجابيات في حياته في شعوره بالامتنان والتركيز على حياته الخاصة بدلًا من الانشغال بحياة الآخرين.
تحديد نقاط القوة والإنجازات
لدى كل منا نقاط قوة ومواهب، أو القدرة على إتقان شيء ما، يفيد تنمية هذه المواهب والقيام بالأشياء التي يجيدها الشخص في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالرضا.
ينصح أيضًا بعمل قائمة بالإنجازات التي حققها الشخص في حياته مهما كانت بسيطة، ومن ثم إضافة كل إنجاز جديد يتم تحقيقه إلى القائمة، حيث يساهم الاطلاع على هذه القائمة في تذكير الشخص بالأشياء الرائعة التي حققها والتغلب على قلة الثقة في النفس.
محاوطة النفس بأشخاص إيجابيين
لا شك أننا نتأثر بمن حولنا خاصة أصدقاءنا ومن نقضي الكثير من الوقت برفقتهم، قد يكون بعضهم مصدر إلهام وتحفيز يزيد من ثقتنا بأنفسنا، بينما آخرين هم مصدر إحباط وسبب فقدان ثقتنا بأنفسنا؛ لذا فإن من أساليب تعزيز الثقة بالنفس هي وضع حدود للأشخاص السلبيين الذين يقللون من شأن غيرهم.
التوقف عن انتقاد النفس
إن إلقاء تحقيق أي إنجاز على شماعة الصدفة، وانتقاد النفس دائمًا، وتوهم الفشل، من عوامل قلة الثقة بالنفس؛ لذا ينبغي التحلي بالقوة ومواجهة هذا الصوت الداخلي الناقد، والإيمان بالمقومات والقدرات الشخصية واستحقاق النجاحات.
يوصى أيضًا بالتعاطف مع الذات وتجنب القسوة على النفس عند ارتكاب خطأ أو التعرض للفشل، فلا بأس ببعض التقصير أحيانًا فهو جزء من طبيعة الإنسان.