الزواج في الإسلام، مقاصده و شروطه
تعريف الزواج في الإسلام
يختلف مفهوم الزواج في الإسلام عن كل الأديان وعن كل المجتمعات، وله أهمية كبرى و متميزة في الإسلام، فالأسرة هي المظلة التي يترعرع فيها الطفل المسلم، كي ينشأ فردا صالحا مفيدا لنفسه ولمجتمعه، كما أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى الأهم التي يقضي فيها الطفل أطول فترة من حياته، وفيها تتحدد إتجاهاته المستقبلية. و للأسرة و ظائف جمة و متنوعة لعل أهمها و على رأسها إنجاب الأطفال، ومن ثمة رعاية شؤونهم منذ الصغر، وتربيتهم و تعليمهم وحمايتهم و تعليمهم أمور دينهم و تهذيب أخلاقهم و الإهتمام بصحتهم الجسدية و العاطفية و النفسية، وكذلك الإهتمام بترفيههم و الإنفاق عليهم و توجيههم إلى واجباتهم تجاه مجتمعهم، ولفت نظرهم إلى جماليات خلق الله في الكون و في أنفسهم، و منحهم المكانة المميزة بين الأسر، كذلك تنمية الثقة لديهم بذواتهم.
مقاصد الزواج في الإسلام
- تحقيق العبودية المطلقة لله رب العالمين
- اقتفاء أثر السنة النبوية
- تكثير عدد المسلمين
- تحقيق السكون و الطمأنينة القلبية
- إشباع الغريزة الجنسية لدى الزوجين
- إنقاذ المجتمع من الأمراض و الإنحلال الخلقي
- تكوين رباط اجتماعي متين
- الإنجاب للحفاظ على بقاء الإنسان
- المحافظة على الأنساب من الإختلاط
- سعة الرزق بين المتزوجين
- إرواء عاطفة الأبوة و الأمومة
وحتى تقوم الأسرة المسلمة بواجباتها ووظائفها المكلفة بها شرعا كان لابد من الجمع بين مؤسسيها الزوج و الزوجة بعقد الزواج، الذي يجعل لحياتهما قدستيها وطهارتها وشرفها كرجل و إمرأة، يهدفان من وراء زواجهما إلى طاعة الله الذي أحل الزواج، وأمر به و نهى عن التبتل و الرهبانية. وهما بذلك أيضا يقتفيان أثر الأنبياء مقيمين حدود الله في العلاقة بينهما، فلا يجور أحدهما عن الأخر، كما يساعدان في تكثير الأمة الإسلامية ليباهي بها نبيهما محمد صلى الله عليه و سلم الأمم، و يحافظان على النوع البشري، ويتحقق بينهما السكون النفسي و الروحي، ويطمئن عليهما بإشباع غريزة الجنس الفطرية لديهما، فيحفظان نفسهما من الإنحطاط في وحل الرذيلة، كما يرويان عاطفة الأبوة و الأمومة لديهما بإنجاب جيل مسلم صالح إن شاء الله، ويكون زواجهما جالبا لهما الرزق من الله و المعونة.
شروط الزواج في الإسلام
وقبل الزواج تكون الخطبة التي يبحث فيها الزوج الصالح عن شريكة حياته الصالحة ملتمسا فيها الدين والخلق والجاه والنسب و الجمال و المال و الصحة و العفة و الطهارة، كذلك الحرص على رضا الزوجة بزوجها لتستقر الحياة بينهما. وتكون موافقة الزوجة الصالحة على الزوج الكفء لها صاحب الدين والخلق المتمتع بالصحة و جمال الهيئة والعفة و الطهارة، القادر على الإنفاق عليها و على أسرته فيما بعد. وبعد إتمام عقد الزوجية فقد ضمن الإسلام إستقراره، بأن أوجب على كل من الزوجين حقوقا وواجبات. فللزوجة حسن العشرة والمهر والنفقة وتعليمها وتأديبها وحسن توجيهها وإعفافها، وعدم الزهد فيها وحفظ أسرارها وتقديرها وإحترامها وصونها والغيرة عليها، والتزين لها، وعدم منعها من تربية أبنائها وحضانتهم وإرضاعهم، وعدم منعها من التكسب و العمل، ولها حق مخالعة الزوج وحق المتعة في حالة طلاقه له.
حقوق الزوجين في الإسلام
كما أن للزوج عليها حق الطاعة في غير معصية الله بصورها المختلفة، وتأديب الزوجة إن هي عصت ونشزت بما يرضي الله دون ظلم وجور عليها، وله حق تطليق زوجته وإرجاعها، وله حق العدة في حالة الطلاق أو الوفاة وبينهما حقوق مشتركة، فيحق لكل منهما الإستمتاع بالأخر، ويحق لكل منهما أن يرث الأخر بعد وفاته مادامت الحياة الزوجية قائمة بينهما، مع عدم وجود مايمنع ذلك، و أن ينسب الأولاد لأمهما و أبيهما، ويحق للزوجة حضانة أطفالها وتربيتهم، فهي الأولى و الأشفق عليهم، مالم تتزوج. وللزوج حمايتهم و الإنفاق عليهم وتأديبهم.
و بما أن الزوجة هي العضو الأهم في الأسرة المسلمة، وهي المربية لأجيال الأمة الإسلامية، لذلك لابد من تهيئتها مبكرا لهذه المهمة العظيمة، وحتى تكون زوجة و أما صالحة، فلا بد من إستخدام أساليب التربية الإسلامية المناسبة لهذه التهيئة، وأن تكون مستقاة من مصادرها الأصلية كالقرآن والسنة.