مقاصد الزواج في الإسلام
ليست الغاية من الزواج في الشريعة الإسلامية إشباع غريزة الجنس عند الإنسان فقط، إنما هناك غايات و أهداف كثيرة تعود بالخير على الزوجين و أبنائهما و على المجتمع بأكمله و من بين هذه الأهداف نجد
مقاصد الزواج في الإسلام
تحقيق العبودية المطلقة لله رب العالمين
أمرنا الله بالزواج و حث عليه، فالزواج أمر فطري فطر الله الناس عليه. قال تعالى: (فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة الروم الأية 30. و من العبودية لله تعالى إقامة حدوده، و الشريعة الإسلامية تمنع على المسلم أن يمتنع عن الزواج، و يزهد فيه بنية الرهبانية و التفرغ للعباد، و التقرب من الله، لا سيما إذا كان المسلم قادرا عليه، متيسرة له أسبابه و وسائله. و قد أمر الرسول ص بالزواج في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }
اقتفاء أثر السنة النبوية
قال رسول الله ص : (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) فمن واجب المسلم التأسي بخير الأنام و اتباع سنته الحميدة.
تكثير عدد المسلمين
عن معقل ابن يسار قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال: إني أصبت امرأة ذات جمال وحسب وأنها لا تلد, أفأتزوجها قال: لا ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)، و الحديث دليل واضح أن البيت المسلم يجب أن يربي أبناءه تربية تحقق هدف الإسلام و أركان الإيمان في سلوكهم و نفوسهم لأن المباهاة إنما تكون بكثرة النسل الصالح.
تحقيق السكون و الطمأنينة القلبية
بالزواج تنمو روح المودة و المحبة بين الزوجين فحين يفرغ الزوج آخر النهار من عمله، و يركن عند المستء إلى بيت، و يجتمع مع أهله و أولاده ينسى كل الهموم التي اعترته في نهار، و يتلاشى التعب الذي كابده في العمل، و كذلك المرأة حين تجتمع مع زوجها و رفيق حياتها. عندئذ يجد كل واحد في الآخلا الحب الحقيقي و الطمأنينة و السكينة قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
إشباع الغريزة الجنسية لدى الزوجين
سن الإسلام الزواج لأنه أمر فطري في الإنسان، و سنة كونية، ففي الزواج إشباع لدافع الرغبة الجنسية عند الزوجين في جو من المودة و الحب الحقيقي تحت مظلة عقد الزواج المقدس و يجمع العلماء أن الإتصال الجنسي بين الزوجين يزيد من درجة الحب
إنقاذ المجتمع من الأمراض و الإنحلال الخلقي
بالزواج تسلم المجتمعات من الإنحلال الخلقي، و التفسخ الإجتماعي و انتشار الدعارة و العلاقات الجنسية غير الشرعيةكانتشار الإباحية الجنسية في المجتمعات سواء المتقدمة أو المتخلفة. فبالرغم من الحرية الجنسية بين الشباب و الشابات و حتى بين المتزوجين إلا أن الرجل بغيرته أو حتى المرأة لا يحتملان الخيانة مهما كانت أسبابها. هذا إضافة إلى العديد من الأمراض المنقولة جنسيا المتفشية (كالزهري و السفلس و الإيدز) في المجتمعات التي لا تقدس الزواج و لا تحث عليه داخل إطاره الديني و الأخلاقي.
تكوين رباط اجتماعي متين
الزواج وسيلة من وسائل التعارف و الترابط و التآلف و لعل من أهداف الرسول ص في الزواج من غير الأقارب هو هذا الترابط فعن طريق الزواج تتكون الأسر و عن طريقه أيضا تتكون الروابط بين الأسر و أفراد المجتمع.
الإنجاب للحفاظ على بقاء الإنسان
من فوائد التكاثر و التناسل المحافظة على النوع الإنساني لأن إنجاب الذرية الصالحة يساعد في تعمير الأرض و استمرار الأمة و دوامها و الحفاظ على هويته. و لعله من أكبر فوائد و نعم إنجاب الذرية الصالحة الدعاء للوالدين بعد الممات.
المحافظة على الأنساب من الإختلاط
عندما يقترن الرجل بعقد زواج شرعي بامرأة معروفة الأهل و النسب فسينجبان أبناء ينسبون لهما. أما عندما تقيم المرأة علاقة غير شرعية مع عدد من الرجال ثم تنجب ولدا فإنه يضيع نسبه فلا يعرف من هو أبوه لأنأمه أقامت علاقة جنسية مع عدد من الرجال في فترة وجيزة فيكبر الولد ناقصا منبوذا من مجتمعه فاقدا لكرامته.
سعة الرزق بين المتزوجين
أمر الله بالزواج و رغب فيه ووعد بالغنىلمن أطاع أمر الله و هذا ما لمسه الكثير من المتزوجين بعد زواجهم إذ تيسرت لهم الحياة و أغناهم الله بعد الفقر و الحاجة فأرسل لهم الله مكافأة على عفافهم.
إرواء عاطفة الأبوة و الأمومة
غرس الله في نفس الرجل و المرأة عاطفتي الأبوة و الأمومة فهما يحنان و يشتاقان إلى إنجاب الأطفال و تأجج هذه العاطفة لدى الزوجين تخلف لديهمامشاعر نبيلة جياشة تدفعهم للسهر على تربية أبنائهم تربية صالحة.