أسباب عدم استجابة الله للدعاء

أسباب عدم استجابة الله للدعاء

قد تتخلف إجابة الدعاء لأسباب عديدة، منها ما يلي:

1. أكل الحرام

دل عليه حديث أبي هريرة(رضي الله عنه): “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً…)). وقد أدرك السلف(رحمهم الله) ذلك، فحرصوا على إطابة مطاعمهم، فقد قيل لسعد بن أبي وقاص(رضي الله عنه): “تستجاب دعوتك من بين أصحاب(رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال: ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها، ومن أين خرجت)). وعن وهب بن منبه قال: “من سره أن يستجيب الله دعوته فليطيب طعمته))

2. عدم الجزم في الدعاء

قال ص : ((لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له))

3. الاستعجال

وقد دل عليه حديث أبي هريرة(رضي الله عنه) أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال: “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي)). قال الكرماني ما ملخصه: الذي يتصور في الإجابة وعدمها أربع صور، الأولى: عدم العجلة وعدم القول المذكور. الثانية: وجودهما. الثالثة والرابعة: عدم أحدهما، ووجود الآخر. فدل الخبر على أن الإجابة تختص بالصورة الأولى دون الثلاث

4. غفلة القلب

لما في حديث أبي هريرة(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه))

5. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

كما في سنن ابن ماجه من حديث عائشة(رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: “مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم))

6. الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

هذا دعاء بالشر لا بالخير، والأصل في الدعاء أن يكون بالخير للمؤمنين، وبضده لأعداء الدين. وهذا النوع من الدعاء لا يستجيبه الله سبحانه وتعالى، ويدل على ذلك ما ورد من حديث أبي هريرة(رضي الله عنه) عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل قيل يا رسول الله: ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء)).

وقد ساق إبراهيم بن أدهم(رحمه الله) جملة من الموانع في إجابة سؤال: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول(صلى الله عليه وسلم) فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه، ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس.