أحاديث عن الكذب

الكذب هو إخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد. وهو من أكبر الذنوب وأخطر الآفات في الإسلام. فالكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، والكذب يجعل الإنسان في ريبة وشك، ويفقده الثقة والمحبة من الناس. والكذب ينقص الإيمان ويزيد النفاق، ويجلب اللعنة والغضب من الله. والكذب أنواع متعددة، فمنه الكذب على الله ورسوله، وهذا أعظمه وأشده عقابا. ومنه الكذب على الناس في أمور الدنيا والدين، وهذا محرم ومذموم. ومنه الكذب في الحلم والمزاح والحرب والإصلاح بين الناس، وهذا مكروه ومنهي عنه. ومنه الكذب في النية والعزم والوعد، وهذا مناف للصدق والأمانة. والله تعالى يحب الصادقين ويبغض الكاذبين، ويوعد الصادقين بالجنة والكاذبين بالنار. فلنتق الله في ألسنتنا وأقوالنا، ولنتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصدق والإخلاص، ولنجتنب الكذب وأسبابه وأماراته، ولنسأل الله الهداية والتوفيق. والله تعالى أعلم.

أحاديث عن الكذب

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: (قالَ اللهُ: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ؛ فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لا أقْدِرُ أنْ أُعِيدَهُ كما كانَ، وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: لي ولَدٌ، فَسُبْحانِي أنْ أتَّخِذَ صاحِبَةً أوْ ولَدًا).

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما كان خُلُقٌ أَبْغَضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم من الكَذِبِ، ولقد كان الرجلُ يُحَدِّثُ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالكِذْبَةِ، فما يَزَالُ في نفسِهِ، حتى يَعْلَمَ أنه قد أَحْدَثَ منها توبةً).

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَخونُه ولا يَكذِبُهُ ولا يَخذُلُه، كُلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حَرامٌ؛ عِرضُهُ ومالُهُ ودَمُهُ، التَّقوى هاهنا، بحسْبِ امرئٍ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهِم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ …)، وذكر منهم: (الْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذِبِ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (من اقْتَطَعَ حَقَّ امرئٍ مسلم بيمينه، فقد أَوْجَبَ اللهُ له النارَ، وحَرَّمَ عليه الجنةَ، فقال رجل: وإن كان شيئا يسيراً يا رسول الله؟ فقال: وإنْ قَضِيبًا من أَرَاكٍ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ أَوْ قَالَ: أَخِيهِ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كَانَتْ فيه خَلَّةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَلَّةٌ مِن نِفَاقٍ حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (ويل للّذي يحدّث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي، قالا: الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذّابٌ، يَكْذِبُ بالكَذْبَةِ تُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيامَةِ).

قال -صلى الله عليه وسلم-: (من ادّعى دعوى كاذبة ليتكثّر بها لم يزده الله إلّا قلّة).